ناصر العبدلي: تصريح الوسمي

ما فهمته من تصريح د.عبيد الوسمي بشأن الحوار أن هناك هدفا واحدا وفكرتين داخل ما يسمى الأغلبية البرلمانية، ويتمثل ذلك الهدف في إسقاط القضايا على النواب والمغردين، فيما ترتبط الفكرتان بفتح حوار مع الحكومة قبل إسقاط القضايا وبعده، وأن الانشقاق الذي جرى خلال الفترة الماضية وأثمر تنسيقية الحراك وائتلاف المعارضة سببه أن أحدهما يريد حوارا يؤدي إلى الهدف، وآخر يريد هدفا يؤدي إلى حوار.
تنسيقية الحراك تؤيد حوارا مع الحكومة يفضي في نهاية المطاف إلى تسوية شاملة لا تترك حجرا أو زاوية ضمن أجواء العلاقة بين الجانبين، وترى أن التأخر في فتح مثل ذلك الحوار سيؤدي إلى خسارة فادحة، لأن الوقت لا يخدم ما يسمى بالأغلبية البرلمانية، في حين أن ائتلاف المعارضة لا يرفض الحوار، بل يريده بعدما تبدي الحكومة حسن نية ورغبة، من خلال إسقاط القضايا عن النواب السابقين والمغردين وإصدار عفو عمن حكم عليه، وبعد ذلك ينطلق الحوار على مرسوم الصوت الواحد وحل مجلس الأمة الحالي.
هذا على صعيد ما يسمى الأغلبية البرلمانية، فماذا عن الطرف الآخر وأقصد به الحكومة؟ هل هي ضمن تلك الأجواء أم أن لديها طروحات أخرى؟!، ما يتسرب بين الحين والآخر يؤشر إلى خطين في أوساط الحكومة، أحدهما يقول إن المواجهة مع تلك الأغلبية حسمت في الساحة، ولا مجال لفكرة «تعويم» الماضي من جديد، وأن تداعيات تلك الهزيمة الساحقة ستخرج قيادات شبابية أكثر نضوجا يمكن التفاهم معها بشكل أفضل.
يؤشر الخط الآخر إلى إمكان «تعويم» بعض أطراف تلك الأغلبية، على أن تقبل تلك الأطراف بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة وفق نظام الصوت الواحد، بعد تحصينه من جانب المحكمة الدستورية، أو إجراءات قضائية أخرى تكون غطاء شعبيا مقنعا لمن يريد المشاركة، ويكون التفاهم حول قضايا النواب والمغردين في وقت لاحق من خلال البحث عن مخارج قانونية لها تحفظ هيبة الدولة، ويكون ضررها على النواب والمغردين في الحد الأدنى.
هناك وسطاء يعملون على تقريب وجهات النظر في ما بين الفرقاء، لكن فاتورة ذلك الفعل كبيرة خاصة على بعض مكونات ائتلاف المعارضة، فأولئك الوسطاء يستهدفون بتلك الخطوة مواقع محددة في المؤسسة التشريعية يصعب التخلي عنها، كما يستهدفون في الجانب الآخر ثمنا لا يقل مضمونا عن التحالفات السابقة التي أبرمتها الحكومة مع فعاليات تجارية وعائلية، وإلى حين الحسم فإن كل الأطراف الناشطة تعمل على قدم وساق من أجل تجسيد أفكارها.
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.